
تعمل الإمارات العربية المتحدة على دعم النمو في مجال التجارة الإلكترونية، والذي تشهده منطقة الشرق الأوسط عامة والإمارات بصفة خاصة. ولعل الاستثمار في البنية التحتية وحلول إدارة المخازن لتكون الخدمة أكثر كفاءة وبكلفة أقل هو أمر في غاية الأهمية؛ لتلبية النمو المتزايد لقطاع التجارة الإلكترونية.
وعلى الصعيد العالمي، ستشهد مراكز التوزيع وإيفاء طلبات التجارة الإلكترونية زيادة سنوية مركبة تبلغ 9.5% لتنمو من 84.4 مليار دولار في 2021 إلى 195 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك وفقًا لتقرير Grand View Research.
وفي هذا الإطار، وقعت مجموعة كيزاد التي تدير مناطق خليفة الاقتصادية بأبوظبي عقد شراكة مع منصة نون لتطوير أكبر مركز للتوزيع وإيفاء الطلبات لقطاع التجارة الإلكترونية في البلاد.
فوائد جمة لقطاع التجارة الإلكترونية
لعل من أكبر فوائد المركز هو تسريعه لوتيرة التحول الرقمي في مجال الخدمات اللوجستية، حيث يعمل على استخدام أحدث الحلول الرقمية في مجال تخزين ونقل المواد، مما سيمكّن منصة نون من التوصيل السريع لملايين المنتجات إلى زبائنها في أنحاء الدولة.
ولن تقتصر خدمات المركز على منصة نون وحدها، بل سيقدم خدماته لرواد الأعمال والشركات الصغيرة، والتي لا تستطيع أن تستثمر في الأصول والتقنية، ويمكَنهم من تخزين بضائعهم وإدارة أعمالهم، كما سيمكنهم من الوصول إلى أعداد أكبر من الزبائن.
كما يوفر المركز للشركات الأدوات اللازمة لمراقبة الجودة ومتابعة المنتجات بداية من مرحلة الطلب إلى مرحلة الشحن.
أكبر مركز في الإمارات
ويعد المركز الجديد هو الأكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيتم بناؤه على مساحة تبلغ 252 ألف متر مربع، وستتولى مجموعة كيزاد تصميم وتطوير المركز اعتمادًا على حلول البناء حسب الطلب التي توفرها، ومن المقرر تسليمه في عام 2024.
وفي إطار سعيها لتقديم حلول أكثر استدامة، فقد تقرر إنشاء المركز ليكون بناءً مستدامًا بتقييم لؤلؤتين، حيث سيتم اتخاذ كل الإجراءات لتقليل استهلاك المياه، الطاقة، والنفايات الناتجة، وخفض الانبعاثات.
كما ستقوم نون بتعيين أكثر من 6000 موظف لتشغيل المرفق الجديد في مختلف المجالات وبمختلف الخلفيات العلمية، وسيمنح مكتب أبوظبي للاستثمار شركة نون العديد من الحوافز، بما فيها المالية، لتطوير المركز.
لقد كان لأبوظبي السبق في استقبال أكبر مركز توصيل، حيث احتضنت الإمارة مركز توصيل الطلبات لمنصة أمازون، والذي كان يعد الأكبر في أبو ظبي قبيل إنشاء المرفق الجديد.
الإمارات العربية المتحدة أثبتت مدى قدرتها على تلبية توقعات قطاع التجارة الإلكترونية العالمي من خلال تعزيز بيئة يمكن أن تزدهر فيها الشركات الطموحة والمبتكرة، وذلك مما شجع كثير من الشركات العربية مثل نون أو العالمية مثل أمازون على الاستثمار في سوق مراكز التوزيع وإيفاء الطلبات في الدولة، حيث توفر الإمارات كل الإمكانات سواء من ناحية البنية التحتية، أو الاستدامة، أو حتى القوانين المنظمة للعمل.
عن مراكز التوزيع وإيفاء الطلبات
تختلف مراكز التوزيع وإيفاء الطلبات اختلافًا جوهريًا عن المستودعات العادية، وتعد البنية الأساسية في عمليات التجارة الإلكترونية، حيث تعمل كموفر خدمات لوجستية تقوم على مساعدة تجار التجزئة عبر الإنترنت في تلبية طلبات العملاء في الوقت المناسب. وتتمثل الوظيفة الرئيسيّة لمراكز التوزيع وإيفاء الطلبات في إدارة مخزون البائع وشحن الطلبات مباشرةً إلى العملاء، حيث تقوم بعملية توضيب وتخزين وشحن البضائع إلى الزبائن، بالإضافة إلى التعامل مع البضائع المُسترجعة. وبعكس المستودعات العادية، تكون فترة تخزين البضائع في مركز التوزيع والإيفاء قصيرة المدى لا تتعدى الشهر غالبًا.