
انتشرت ظاهرة العنف ضد الأطفال في الكثير من البلدان، وأصبحت الظاهرة أكثر وضوحًا مع انتشار أخبار تلك الحوادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تلقى ظاهرة العنف رفضًا مجتمعيًا في أغلب أطياف المجتمع المصري، ولكن بالرغم من ذلك، فقد تجد هذه الظاهرة منتشرة في بعض القرى، والتي تعتقد أن استخدام العنف هو أحد الطرق التربوية الصحيحة. لذا، كان من الواجب على العديد من هيئات الدولة الدينية والثقافية أن تقوم بتغيير ذلك الفكر، وكذلك، كان للهيئات التشريعية دور فعال للحد من هذه الظاهرة.
وقد أوضح قانون الطفل المصري على أن الطفل مُعرض للخطر إذا كانت ظروف تربيته في الأسرة، أو المدرسة، أو مؤسسات الرعاية تعرضه للخطر، أو الإهمال، أو الإساءة، أو العنف، أو الاستغلال.
المجلس القومي للطفولة والأمومة
وفي هذا الإطار، قامت مصر بكل الإجراءات الداعمة للحد من العنف ضد الأطفال، حيث تم إنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة في عام 1988، والذي يعد الآلية الوطنية المعنيّة بالأم والطفل، وهو السلطة العليا التي تتولى اقتراح السياسات العامة في مجال الطفولة والأمومة.
ويقدم المجلس القومي للأمومة والطفولة العديد من السياسات والبرامج لضمان حق الطفل المصري في الحماية من كافة أشكال العنف والإساءة والاستغلال الجنسي والتجاري.
وفي عام 2005، أطلق المجلس القومي الخط الساخن لنجدة الطفل (16000)، وهو خط تليفوني مجاني يعمل على مدار الساعة ويقوم بالعمل على حل مشاكل الأطفال ومساعدتهم ومواجهة كل صور العنف التي قد يتعرض لها الأطفال، ويستقبل الخط الساخن البلاغات الخاصة بالأطفال من سن يوم وحتى 18 عاما، ويقوم بتلقي الشكاوى الخاصة بالأطفال المعرضين للخطر. كما تم توفير خدمة تلقي الشكاوي عبر تطبيق “نبتة مصر”، وهو أول تطبيق لرعاية وحماية الطفل في مصر.
آلية عمل خط نجدة الطفل
يقوم خط نجدة الطفل بحل العديد من المشكلات في كافة المجالات مثل:
- تقديم المساعدة في المشكلات الخاصة بالعنف المدرسي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
- تقديم الاستشارات الصحية والنفسية بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة التأمين الصحي.
- تقديم المساعدات المادية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.
- تقديم المساعدة في بلاغات العنف بالتعاون مع وزارة الداخلية.
- تلقي البلاغات الخاصة بختان الإناث.
- تقديم المشورة للمساعدة في النزاعات الأسرية.
- تقديم خدمة الإرشاد النفسي للأطفال.
ويستطيع خط نجدة الطفل تقديم خدماته على مستوى الجمهورية وذلك بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ومكاتب المحافظين، بالإضافة لدور المجتمع المدني (الجمعيات الأهلية).
حملات ومبادرات
كما يقوم المجلس القومي للأمومة والطفولة بالعديد من المبادرات وحملات التوعية لفئات المجتمع المختلفة من أجل مكافحة العنف ضد الأطفال، ومن أمثلة هذه الحملات:
- حملة أنا ضد التنمر:
تهدف هذه الحملة إلى حماية الأطفال من التنمر، حيث قامت الحملة بالتعريف بظاهرة التنمر وأضراره على المدى القريب والبعيد.
- حملة التنمر الإلكتروني:
تقوم الحملة بالتعريف بالتنمر الإلكتروني (cyberbullying) وتنبيه الأطفال منه وإرشادهم لطلب المساعدة عند الضرورة. وكذلك توجيه أولياء الأمور للتصرف الصحيح عند معرفتهم بتعرض أطفالهم للتنمر الإلكتروني.
- حملة احميها من الختان:
أُطلقت الحملة تحت إشراف اللجنة الوطنية لمناهضة ختان الإناث في عام 2019، وتقوم الحملة بالقيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات لتوعية الأسر المصرية لمواجهة هذه الجريمة.
- حملة مناهضة الزواج المبكر:
ويعتبر زواج الأطفال (أقل من 18 سنة) انتهاكًا لحقوق الطفل بحسب منظمة اليونيسف، لذا تقوم الحملة بتوعية الآباء بخطورة ذلك وضرره على أطفالهم، وخاصة الفتيات.
العنف الأسري
في إطار سعيه المستمر لحماية الأطفال من العنف، بحث مجلس النواب في عام 2021 أول مشروع قانون حماية للطفل من العنف الأسري، والذي ينص على حماية الطفل من العنف الواقع عليه من والديه أو أحدهما، والذي تتراوح فيه العقوبة من 3 إلى 5 سنوات إذا تسبب العنف ضد الطفل بحدوث عاهة مستديمة له، والعقوبة ب 10 سنوات إذا توفي الطفل جراء تعرّضه للعنف.
إن إقرار هذا القانون، والذي يعد الأول من نوعه، سيعزّز من الجهود المبذولة في حماية الأطفال من العنف.